الجمعة 03 مايو

اتصالات وتكنولوجيا

مصر على أعتاب طفرة رقمية في صناعة تكنولوجيا المعلومات وأشباه الموصلات


هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات

ازدهرت مصر خلال السنوات الأخيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتصدير الخدمات الرقمية ما جعلها على اعتاب طفرة رقمية جديدة خاصة في مجال الصناعات الإلكترونية، بدت ملامحها واضحة مع بداية انتشار جائحة كورونا والتبعات الاقتصادية الناجمة عنها، والتي أثرت بشكل كبير على اقتصادات دول شرق أوروبا وسلسلة الإمدادات العالمية.

وبفضل هذه التغيرات والتحولات، شهدت مصر جذبًا متزايدًا لشركات تصميم الإلكترونيات، وبينها أشباه الموصلات والدوائر الإلكترونية المتكاملة، التي نظرت إلى مصر باعتبارها مركزًا جيدًا للتصنيع والخدمات التكنولوجية. وتمتاز مصر بموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، فضلاً عن توافر الكفاءات البشرية والخريجين المتخصصين في مختلف المجالات.

وتأتي أشباه الموصلات كمادة أساسية في تصنيع الرقائق الإلكترونية التي تعتمد على توصيل التيار الكهربائي بكفاءة، وتُعد جزءًا أساسيًا في العديد من الأجهزة مثل الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية وأجهزة الألعاب وغيرها الكثير.

وفي هذا السياق، تم توقيع مذكرة تفاهم بين "هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات" (إيتيدا) وشركتي "سينوبسيس" الأمريكية و"إس آي فيجن" المصرية لتوسيع نطاق تصدير خدمات تصميم الإلكترونيات وأشباه الموصلات والأنظمة المدمجة من مصر.

من جانبه أكد أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لإيتيدا، على أن هذه الاتفاقية ستعمل على خلق 500 فرصة عمل جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وسيتم توظيف الكفاءات المصرية في هذا السياق. 

في ذات السياق أعلم الدكتور عمرو طلعت  وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن تحقيق زيادة في الصادرات الرقمية لتصل إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026.

وتابع الوزير: "من خلال استقطاب الشركات العالمية الرائدة ودعم صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، نهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وإيجاد فرص عمل متميزة للشباب المصري في هذا القطاع الحيوي."

وتعتبر صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر واحدة من القطاعات الحيوية التي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة. ففي ظل الظروف العالمية الصعبة جراء جائحة كورونا، تمكنت مصر من استثمار تلك التحديات لتحقيق قفزات نوعية في قطاع تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها لصالح الاقتصاد الوطني.

كما تعد أشباه الموصلات من أهم المواد المستخدمة في تصنيع الرقائق الإلكترونية، حيث تلعب دورًا حيويًا في الأجهزة الإلكترونية المختلفة. وتمتاز صناعة أشباه الموصلات بالتطور السريع والاستجابة للابتكارات التكنولوجية الحديثة، مما جعلها مجالًا استراتيجيًا للعديد من الشركات الرائدة في عالم التكنولوجيا.

من الجدير بالذكر أن مصر أصبحت وجهة مفضلة للعديد من الشركات العالمية في مجال تطوير البرمجيات وأنظمة السيارات الذكية. وقد توسعت شركات عالمية مثل لوكسوفت وفيكل إيفو وشركة فاليو في إنشاء مقرات جديدة لها في مصر، مما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

من الجدير بالذكر أيضًا أن الاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات تهدف إلى خلق فرص عمل متميزة للشباب المصري، حيث تسهم في توفير وظائف عالية الجودة وفرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مختلف القطاعات ذات الصلة.

هذه الخطوات تأتي في إطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز الاقتصاد الرقمي وتحقيق التنمية المستدامة. وتسعى مصر لتحسين بنيتها التحتية التكنولوجية وتشجيع الابتكار والاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات، بهدف تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للتكنولوجيا والابتكار.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال في مصر، وتحفيز الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل تكنولوجيا المعلومات، والتي تلعب دورًا محوريًا في تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.