السبت 20 ابريل

تقارير

تقرير للأمم المتحدة يتوقع حدوث أزمة رمال عالمية


الامم المتحدة

كشف تقرير للأمم المتحدة عن زيادة الطلب على الرمال إلى 50 مليار طن سنوياً بعد الزيادة الكبيرة في النمو السكاني وهوما قد يخلق أزمة رمال في العالم ، محذراً من تجريف الشواطئ.

وأوضح التقرير الذي نشرته وكالة رويترز أن استهلاك الرمال زاد لثلاثة أمثال وذلك لاستخدام الرمال في الزجاج والخرسانة ومواد البناء على مدى عقدين ليصل إلى 50 مليار طن سنويا، أو حوالي 17 كيلوجراما للفرد كل يوم، بحسب التقرير، مما أضر بالأنهار والسواحل، بل وقضى على جزر صغيرة.

وأرجع التقرير الزيادة الكبيرة في استهلاك الرمال إلى الزحف العمراني لمواكبة الزيادة السكانية وأنماط الهجرة من القرى إلى المدن، ولا سيما في الدول النامية، و وتضاعف عدد سكان المدن أكثر من أربعة أمثال منذ عام 1950، حتى تجاوز 4.2 مليار نسمة، وتتوقع الأمم المتحدة أن يضاف إليهم 2.5 مليار نسمة في العقود الثلاثة المقبلة.

ولفت التقرير إلى أن الرمال هي المورد الطبيعي الأكثر استغلالا في العالم بعد المياه، لكن استخدامها غير خاضع للقيود إلى حد كبير، مما يعني أنه يتم استهلاكها بشكل أسرع مما يمكن إحلاله بعمليات جيولوجية تستغرق مئات الآلاف من السنين، وفقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

من جانبها قالت شيلا أجاروال خان مديرة قسم الاقتصاد في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في مقدمة التقرير “إننا نجد أنفسنا الآن في موقف لا يمكن فيه تلبية احتياجات وتوقعات مجتمعاتنا دون تحسين إدارة موارد الرمال”، مضيفة “إذا تحركنا الآن، فلا يزال من الممكن تجنب أزمة رمال” في العالم.

وتعد الرمال قوام المدن الحديثة، إذ أن الخرسانة التي نستخدمها في بناء مراكز التسوق والمكاتب والعمارات، وكذلك الأسفلت الذي نستخدمه في تعبيد الطرق، هما عبارة عن رمال وحصى.

وأضاف باسكال بيدوزي، الباحث في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: “لا يعقل أن نستخرج 50 مليار طن سنويا من أي مادة دون أن نسبب تداعيات جسيمة على الكوكب بأكمله”.

ويصنّع الزجاج في كل نافذة وشاشة هاتف ذكي من رمال منصهرة. وحتى الشرائح الإلكترونية وكل قطعة في المعدات الإلكترونية في منزلك مصنوعة من الرمال.

وبالنظر إلى الصحاري الشاسعة التي تغطي كوكب الأرض، قد يظن البعض أن الرمال من أكثر الموارد وفرة على ظهر الكوكب.

يستهلك البشر كميات هائلة من الرمال والمياه تفوق ما يُستهلك من سائر الموارد الطبيعية الأخرى، إذ يستخدم البشر 50 مليار طن من الرمال والحصى سنويا.

وتكمن المشكلة في أن معظم الرمال تُستخدم في تصنيع الخرسانة. ولا تصلح حبات الرمال المستخرجة من الصحراء لهذا الغرض، لأن الرمال الناتجة عن تفتت الصخور بفعل الرياح تكون أكثر نعومة واستدارة من تلك الناتجة عن التفتت بفعل المياه، ولذا لا تصلح لتشكيل الخرسانة المتماسكة.

أما الرمال التي نحتاجها فتوجد في قاع الأنهار وعلى ضفافها وفي السهول الفيضية، وفي البحيرات والشواطئ. وقد اشتد الطلب على هذه الرمال إلى درجة أن بعض الشواطئ وقيعان الأنهار جُردت من الرمال، وأُتلفت مزارع وغابات للوصول إلى رمال ثمينة، وانخرطت في هذه التجارة عصابات إجرامية مهدت لظهور سوق سوداء للرمال.