الأحد 28 ابريل

تقارير

تقرير.. انطلاق احتفالات تعامد الشمس على وجه "رمسيس الثاني" في معبد أبو سمبل


تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

انطلقت احتفالات ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، بمشاركة كل من، وزير السياحة والاثار الدكتور "خالد العناني"، ووزيرة الثقافة، الدكتورة "إيناس عبد الدايم"، واللواء "أشرف عطية"، محافظ أسوان.

وتزامنت احتفالية ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مع ختام فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان "هشام عطوة".

وبدأ الحفل بإطلاق البالونات الطائرة المضيئة لتزيين وتجميل سماء أبو سمبل في رسالة حب وسلام للعالم أجمع من معبد أبو سمبل ، كما تم تقديم أوبريت "موال الشمس" من كلمات وألحان "محمد مصطفى"، وصمم الاستعراضات "محمد القذافي".

وشارك فيه 350 فنانًا من مصر ودول العالم، وقدم باللغتين العربية والإنجليزية ، مستعرضًا قصة اكتشاف معبد الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل وعملية إنقاذه وتفكيك أحجاره ونقلها وإعادة تركيبها في موقعه الجديد أمام بحيرة ناصر في ستينيات القرن الماضي، وذلك عن طريق استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة و المتطورة.

كما سلط العرض الضوء على قصة حياة الملك رمسيس الثاني ومعركة قادش وأول معاهدة سلام تم إبرامها في العالم و المدونه على جدران المعبد . 

من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار، الدكتور "خالد العناني"،  أن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني في أبو سمبل هذا العام ستشهد احتفال عالمي بسبب تاريخ الحدث وهو 22-2-2022 مشيرًا إلى أنه بسبب هذا التاريخ المميز ، سوف تحتفل الوزارة باحتفال مميز أيضًا .

وكانت وزارة السياحة والاثار قد اعلنت فى وقت سابق  عن القاء الشمس ضوءها على وجه الملك رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير، في أول محاولة من نوعها لمحاكاة ظاهرة انحراف الشمس التي تحدث مرتين في العام في "قدس الأقداس" بمعبد أبو سمبل جنوب أسوان، وذلك بمناسبة التواريخ الرئيسية في حياة الفرعون.

وقال الدكتور" أحمد عوض" صاحب فكرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير، أن هذا العمل جماعيًا وليس فرديًا، موضحًا أن فريق العمل يضم إداريين ومهندسين من المتحف المصري الكبير.

ووجه "عوض" الشكر والتقدير على المجهود الذي بذله فريق العمل حتى يظهر الحدث بشكل دقيق وباهر على المستوى الهندسي.

وأضاف "عوض"، أن الفكرة بدأت بدراسات على ظاهرة تعامد الشمس على المعابد المصرية القديمة وخاصةً معبد أبو سمبل، مشيرًا إلى أن نتائج أبحاثه تم مناقشتها في كلية الآثار بجامعة القاهرة عام 2015، وعند دراسة توقيت التعامد يجب الرجوع إلى وقت بناء المعبد حتى يتم تكوين تفسيرًا دقيقًا وصحيحًا لهذه الظواهر.

وأوضح "عوض" أنه يتم متابعة تنفيذ الفكرة مع فريق عمل متخصص، وأنهم قد استخدموا في هذا التطبيق أكثر من برنامج حاسب آلي متخصص في الفلك لحساب الشمس يومي 21 أكتوبر و21 فبراير وهما اليومين الأصليين في حدوث الظاهرة في معبد أبو سمبل، كما تمت دراسة مسار الشمس لإيجاد نفاذية الشعاع من الواجهة الرئيسة للمتحف المصري الكبير إلى وجه التمثال.

وفي سياق متصل، أكد وزير السياحة والآثار، الدكتور "خالد العناني"، أنه سيتم افتتاح المتحف المصري الكبير خلال العام الجاري، وأنه لم يتم تحديد الموعد حتى الآن ، مشيرًا إلى أنه يفضل أن يكون في الصيف مثل الميعاد الذي كان محدد لافتتاحه في عام 2020، وتم التأجيل بسبب جائحة كورونا.

وأكد "العناني" أن الاحتفال سيكون لعدة أيام، وسيكون احتفالًا مبهرًا ليليق بمثل هذا الصرح العظيم، كونه أكبر متحف أثري في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما يوجد به قاعات تم استخدام التكنولوجيا الحديثة في العرض المتحفي بها، ويشمل قاعة عرض مقتنيات توت عنخ آمون الذي صنفت كأغلى قطع أثرية بالعالم.

من جانبه، أوضح اللواء "عاطف مفتاح" المشرف العام على مشروع المتحف والمنطقة المحيطة، أن إجمالي نسبة إنجاز الأعمال بالموقع وصلت إلى 99%، كما تم الانتهاء من أعمال الهيكل الإنشائي بنسبة 100%، ومن التشطيبات الداخلية بنسبة 99.8%، كما وصل حجم الإنجاز في تنفيذ الأنظمة الإلكتروميكانيكية إلى 96%، وفي تنفيذ أنظمة الاتصالات والتأمين ICT إلى 90%.

ويضم المتحف المصري الكبير 6 معارض رئيسية تضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية مصرية قديمة، وسيضم قاعتان للعرض المؤقت، ومتحفًا للأطفال، ومكتبة، وسينما، وقاعة احتفالات، ومركز مؤتمرات، ومكاتب إدارية، ومطاعم ومقاهي، ومحلات تجارية، وأكثر من 110,000 متر مربع حدائق ومساحات مفتوحة.

جدير بالذكر ، أن المتحف استقبل مؤخرًا الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي" وأسرته، والوفد المرافق له، حيث قام بجولة داخل المتحف وقاعات العرض الخاصة به ،في إطار زيارتهم الحالية إلى مصر.

وكان في استقباله الدكتور "أحمد غنيم" الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، وحرص الرئيس الفرنسي السابق على تدوين كلمة بكتاب الزيارات الخاص بالمتحف.

كما قام الرئيس الفرنسي وأسرته والوفد المرافق له، بزيارة منطقة أهرامات الجيزة، وقاموا بزيارة مدينتي الأقصر وأسوان خلال اليومين الماضيين، زاروا خلالها عدداً من المواقع السياحية والأثرية بها.

على جانب أخر، كان الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة تنشيط السياحة ، "عمرو القاضي" قد كشف عن الخطة الترويجية الخاصة باحتفالية تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بأسوان، موضحًا أنه سيتم عرض فيلم تسجيلي خاص لظاهرة تعامد الشمس في الدول الأوروبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمعارض السياحية التي ستشارك فيها الوزارة و الهيئة خلال الفترة المقبلة .

وأشار "القاضي" أن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني، انفردت بها مصر، و أن الاحتفال هذا العام سيكون استثنائيًا بسبب تاريخ  الظاهرة الفريد و هو 22-2-2022، مضيفًا أنه يوجد حملة مخصصة لظاهرة تعامد الشمس بدأت بالفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة  للإعلان عن الاحتفالية.

وقال "القاضي" ان الاحتفال باستخدام التكنولوجيا الحديثة سيبدأ قبل حدوث الظاهرة ، أي قبل الساعة الخامسة صباحًا.

وأكد "القاضي" ارتفاع نسب الاشغالات السياحية في أسوان بسبب إقبال السياح لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس .

جدير بالذكر أن موقع أبو سمبل يضم معبدين، هما معبد أبو سمبل الكبير الذي كان مكرسًا لعبادة "رع حور اختي" و"آمون رع" بتاح والملك نفسه، ومعبد أبو سمبل الصغير الذي يقع على بعد 100 متر من المعبد الأول الذي كرس للمعبودة حتحور والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك. 

وأطلق اسم "أبو سمبل" على هذا الموقع الرحالة السويسري "يوهان لودفيج بوركهارت" المعروف باسم "إبراهيم بوركهارت" الذي اكتشف الموقع عام 1813, حين اصطحبه إليه طفل اسمه "أبو سمبل".

وترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة؛ توافق الأولى ذكرى يوم ميلاده الموافق 22 أكتوبر والثانية يوم 22 فبراير ذكرى يوم تتويجه. 

كما يميز المعبد تصميم معماري فريد؛ حيث نقرت واجهته في الصخر، وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني يصل طول الواحد منها إلى حوالي 20 مترًا ، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق 48 مترًا ، وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات المصرية.

أما معبد أبو سمبل الصغير فقد أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته الرئيسية ومحبوبته، وتزين واجهته ستة تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية التي تمتعت بها الملكة لدى زوجها، ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق 24 مترًا ، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة.