الثلاثاء 10 ديسمبر

تعدين وطاقة

إيران تقرر زيادة سعر بيع النفط لمصافي الصين


مدخنة مشتعلة في إحدى مصافي النفط

أشارت مصافي تكرير النفط الخاصة في الصين إلى سعي البائعين الإيرانيين إلى رفع أسعارهم عبر تقديم خصومات أقل، ويأتي ذلك في فترة يثير فيها تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط قلق المستثمرين على مستوى العالم.

تلقت المصافي الخاصة- التي يطلق عليها اسم "أباريق الشاي"- عروضاً لبيع الخامين الإيرانيين الخفيف والثقيل بسعر أعلى من مستوياته في الشهور السابقة بمقدار دولار واحد للبرميل، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث علناً، وما يزال الجمود يسود الوضع بين البائعين والمشترين في الفترة الحالية.

تشكل مصافي التكرير في الصين منفذاً حيوياً لتدفقات النفط الإيراني، بعدما قلصت العقوبات الأميركية عدد المشترين، ونتيجة لذلك، نشأت علاقة تكافلية بين المستوردين الصينيين، الذين يرغبون في الحصول على النفط بأسعار مخفضة للحفاظ على أرباحهم، وبين البائعين، الذين لديهم عدد قليل من المشترين البديلين. ولم يتضح بعد ما إذا كان الخلاف سيؤثر على استمرار التدفقات بين البلدين.

يأتي الخلاف وسط تعهد إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من نصح الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم مهاجمة البنية التحتية للطاقة، يستمر قلق المستثمرين من أن ذلك الاحتمال ما يزال قائماً. حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، هذا الأسبوع إن الضربة الوشيكة "ستكون قاصمة ودقيقة، والأهم من ذلك مباغتة".

تعد إيران ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة "أوبك"، وضخت في الشهر الماضي نحو 3.3 مليون برميل يومياً، صُدر نصفها تقريباً إلى الخارج، بحسب بيانات تتبع الناقلات.

قال مدير أحد صناديق التحوط بيير أندوراند إن أسعار النفط قد ترتفع بين 10 إلى 15 دولاراً للبرميل إذا ضربت إسرائيل منشآت التصدير الإيرانية.

من جهتها، أشارت مصافي التكرير الصينية إلى عدم تأكدها من سبب زيادة أسعار العروض، على الرغم من ارتفاع تكاليف الشحن خلال الأسابيع الماضية بعدما دفعت زيادة حدة التوترات عدداً من السفن الإيرانية للهروب مؤقتاً من محطات التصدير الأكثر ازدحاماً في إيران.

بشكل منفصل، ربما دفع خطر استهداف إسرائيل تلك المرافق "أباريق الشاي" إلى طلب مزيد من الشحنات قبل أي قيود محتملة على الإمدادات، ما سبب إقبالاً أدى إلى ارتفاع الطلب في المدى القصير.

تباع درجتا الخام الإيرانيتان في العادة بخصم على السعر مقارنة بعقود خام برنت المستقبلية على أساس التسليم إلى المحطات في الصين، بما يشمل التكاليف مثل الشحن والتأمين ورسوم الموانئ. ومؤخراً، عُرض الخامان (الخفيف والثقيل) للبيع بتخفيض يقارب 3.5 دولار و7.5 دولار للبرميل- على التوالي- عن سعر برنت في بورصة "إنتركونتننتال" (ICE).

لا تزال إيران تصدر النفط الخام من محطتها الرئيسية في جزيرة "خرج"، حتى بعد فرار أسطول من الناقلات من المياه القريبة، حيث كانت تنتظر عادة دورها لجمع الشحنات.

يأتي تقليص الخصومات السعرية في ظل التحذيرات الشديدة من تبعات أي ضربة محتملة، إذ يتوقع كل من "جولدمان ساكس جروب" ومدير صندوق التحوط بيير أندوراند ارتفاع الأسعار بما يصل إلى 20 دولاراً للبرميل إذا هاجمت إسرائيل مرافق التصدير الإيرانية. وتجاوز سعر برنت عتبة 80 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي قبل انخفاضه، وجرى تداوله قرب سعر 77 دولاراً للبرميل اليوم الخميس.

وصلت المفاوضات بين بائعي ومشتري النفط الإيراني إلى حالة جمود في وقت سابق من العام الجاري، عندما رفعت أسعار العروض للشحنات المقرر وصولها إلى الصين في الربع الثاني، لكن بعد ذلك الجمود أذعن المشترون في نهاية المطاف.