السبت 18 مايو

تقارير

خبراء: علي الحكومة إجراء إصلاحات للاستفادة من الإمكانات الهائلة لصناعة الهيدروجين الأخضر


الهيدروجين الأصفر

في ظل التوجه العالمي نحو الاستدامة والحفاظ على البيئة، أصبحت صناعة الهيدروجين الأخضر واحدة من أبرز الحلول التي تُعتبر محورية في تحقيق أهداف الطاقة المستدامة والتخلص من الانبعاثات الضارة بالبيئة.


ويُعتبر الهيدروجين الأخضر نوعًا متقدمًا من الوقود النظيف، حيث يتم إنتاجه باستخدام طاقة نظيفة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، دون إنتاج أي انبعاثات كربونية.


تعتمد عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر على استخدام تقنيات تحليل المياه (تقسيم الماء) باستخدام الكهرباء المُستدامة (مثل الطاقة الشمسية أو الطاقة الرياح) لتفكيك الماء إلى الهيدروجين والأكسجين. يُعتبر هذا الهيدروجين المنتج بواسطة هذه الطريقة بيئيًا نظيفًا للغاية، حيث أنه لا ينتج أي انبعاثات كربونية خلال عملية الإنتاج أو عملية الاحتراق، كما أن الناتج النهائي لهذه العملية هو الماء النقي.


وتعتبر صناعة الهيدروجين الأخضر من الصناعات الحيوية لتحقيق انتقال الطاقة نحو مستقبل أكثر نظافة واستدامة، ويُتوقع أن تشهد هذه الصناعة نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، نتيجة للتزام العديد من الدول والشركات بتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.


وتوفر صناعة الهيدروجين الأخضر فرصًا اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى الأثر البيئي الإيجابي الذي تقدمه في مجال الحفاظ على البيئة وتقليل تغير المناخ.


بالرغم من التقدم الكبير الذي حققته صناعة الهيدروجين الأخضر، إلا أنها تواجه بعض التحديات، مثل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحديات تخزينه ونقله، إلا أن هناك جهودًا مستمرة لتطوير تقنيات الإنتاج وتخزين الهيدروجين وتقليل تكاليفه.


وبهذه الطريقة، تظل صناعة الهيدروجين الأخضر واعدة ومحفزة للابتكار والتطوير، حيث تسعى لتحقيق هدف عالمي يتمثل في تحقيق نظام طاقة نظيف ومستدام يخفف من الضغط على البيئة ويسهم في مواجهة تحديات تغير المناخ.


الحكومة مطالبة بإجراء الإصلاحات اللازمة للاستفادة من صناعة الهيدروجين الأخضر


من جهته شدد المهندس أيمن هيبة، رئيس مجلس إدارة شعبة الطاقة المستدامة بغرفة القاهرة التجارية، ورئيس جمعية تنمية الطاقة سيدا، علي ضرورة أن تنتهج مصر استراتيجية قائمة على إجراء إصلاحات للاستفادة من الإمكانات الهائلة لصناعة الهيدروجين الأخضر ورفع مكانتها في هذا القطاع، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يساهم في رفع معدلات وإمكانات نموها الاقتصادي ويقلل من تأثير العوامل الخارجية البيئية السلبية

وأوضح هيبة،  أن الحكومة المصرية تعي جيدا أهمية التحول إلى الأخضر ولاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة في مواجهة التحديات البيئية التي تواجهها، والعمل علي الارتقاء بمصر لتصبح دولة رائدة عالميا في مجال الهيدروجين الأخضر، وأن تصبح لاعبا عالميا رئيسيا في هذا المجال بفضل موقعها الاستراتيجي، وسوقها المحلية الكبيرة، ووفرة الطاقة الشمسية فيها.


إنتاج الطاقة النظيفة أمر حيوي


من جانبه أكد المهندس روماني حكيم روماني حكيم ، نائب رئيس مجلس جمعية تنمية الطاقة سيدا، أن هناك العديد من الدوافع والعوامل التي تجعل من إنتاج الطاقة النظيفة أمر حيوي وهام لا يمكن. الاستغناء عنه أو تناسبه، ولعل من أهم هذه الدوافع (ضمان أمن الطاقة والحماية من تقلبات الأسعار) والناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

كذلك يعد مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر من أهم القطاعات في خلق فرص العمل، وتعزيز الصادرات، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الإبداع التكنولوجي محليا.

وأكد  حكيم، علي ضرورة وحتمية جعل مصر أحد البلدان الرائدة في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون على مستوى العالم، من خلال الاستعانة بالخبرات والابتكارات الرائدة عالميا في إنتاج وتصدير الهيدروجين ومشتقاته، ومصادر الطاقة المتجددة الواعدة، واحتياطيات الغاز، وكذلك الاعتماد على موقعها الاستراتيجي الذي يمنحها ميزة تنافسية كبيرة.

وأوضح حكيم، أن استراتيجية التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر، تقوم على التوسع التدريجي في الاستخدام المحلي للهيدروجين منخفض الكربون، مع زيادة طاقات إنتاج الهيدروجين ومشتقاته، واستخدام الهيدروجين الأخضر منخفض الكربون في جميع القطاعات خاصة الصناعة والنقل، وزيادة الحصة السوقية من التصدير للأسواق العالمية.